الأحد، 14 أكتوبر 2012

"نصف"


في عالم الحُب و الأغنيات تكثر عبارة " نصفي الثاني" بشكل متكرر و كبير .. ألا آن تلك العباره بوجهة نظري لا أساس لها من الصحه " و أن وُجدت عند البعض".
فـ ليس هُناك شخص نصف لـ شخص آخر ، بل لا يوجد شخص يرضـى بذلك أحياناً..


مثل ما تقول أصاله : " أنا أنا .. أنت أنت ، لي كياني لك كيانك ليه جامعني معك؟

أنا مستقله بذاتي ، أحاسيسي ، طريقة تفكيري ، كل شيء .. لي كياني الخاص و مايحويه هذا الكيان من اشياء تتعلّق فيني ..

لإن الحب من وجهة نظري شيء لا يدوم -" و إن قلّ ذلك "- ، الحب عالم مؤلم قبل ان يكون جميل ، و لولا الوجع لما حسينا بقيمة الجمال! 
و لان الحب ليس حاله دائمة في غالب الأحيان ، لنفكر فيما سيحصل بعده إذن "إذا كنت نصف ثاني لإي شخص " ، 
هل تقبل ان تعيش بـ نصف قلب ؟ نصف شعور؟ نصف إحساس ؟ نصف صبر ؟ نصف سعاده ؟ نصف عمر ؟
إذا ذهب نصف قلبك و نصف شعورك … و نصف عمرك حتى!! 

"الأنصاف" دائماً مؤلمه .. يصعب إكمالها فيما بعد .. والاكثر ألم أنّك سوف تعيش عمرك "نصف" لـ شخص ذهب مع الريح .. 
وذلك "النصف" الذي كان يمدّك بـالعطاء هو نفسه الذي سيجلب لك الشحوب ..

من وجهة نظري لا توجد عداله في "الأنصَاف" أبداً .. 
بقدّر السعاده التي تأتيك لـتكون نصف آخر .. سوف يأتيك الألم أضعافاً مُضاعفه.

الخميس، 30 أغسطس 2012

رؤيتي المتواضعه لـ ديني العظيم!


الأسلام نعمه عظيمه فضلّنا الله بها على سائر الخلق و الأُمم ،الأسلام هو آخر الأديان السماويه و أعظمها،الأسلام هو الدين الخير عند الله عز و جلّ " أنّ الدين عند الله الأسلام"..

ديننا سهل و يسير و يتناسب مع حياتنا بشكل كبير و ذلك من رحمة الله بعباده، و أنا أؤمن ايماناً تاماً وكلّي يقين بإن الأسلام أسمح مما عليه الآن ، وهو بريء كل البراءه من "شيوخ المشالح" و "ماراثون عدد المتابعين في تويتر" و "حدّثني رجل" .. الأسلام عقيده و منهج حياة نستمّده من القرآن الكريم و سنة رسوله عليه أفضل الصلاة والتسليم،و من فتاوى شيوخ أفاضل خافوا على المسلمين من الانجراف للتيّار الهالك، إلا وإننا في هذه الفتره نعيش إنهياراً و صراعاً لا ينتهي من خلال محتوى بعض التغريدات  في تويتر و المؤيدين و المعارضين بين هذه و تلك! والذي يجعلك تفكّر في "ماهو الأسلام الصحيح؟".

كلّ منّا مسؤول عن إسلامه و عن إتباعه لـ تلك التعاليم و اجتنابه للمحاذير ايضاً .. صحيح في بعضٍ من الأحيان نتوه و نحتاج الى طوق النجاة في فهم تعاليمنا الاسلاميه ، إلا ان كثرة الجدال في الفتاوى يجعلك غريقاًً اكثر من قبل!
من يملك البذره الاسلاميه في قلبه، يستطيع ان ينميّها في اي وقت يشاء و ليس بحاجة الى نغزة من هذا و لمزةٍ من ذا. دعوا الخلق للخالق فهو المتكفل الوحيد بهم و هو نعم الوكيل.

و بالحديث عن سماحة الاسلام ، أودّ ان أعلّق على مسلسل "عمر" الذي عُرض في شهر رمضان المُنصرم و الذي كثر عليه الجدال واللغط من حيث حلاله و حرمته ، و الذي لم يسعفني وقتي في مشاهدة جميع الحلقات ، الا إنّني تمسكت برأيي من حيث سماحة الاسلام في ذلك الوقت ، وكيف كان عُمر رضي الله عنه يعامل الناس بالعدل والجميع سواسيه و لافرق بين ذكر و أنثى على عكس وقتنا الراهن الذي انشغل فيه "بعض" المشائخ في كيفية حجاب المرأه، و لبسها للعباءه ،و مطاردتها في الأسواق والحكم عليها من خلال منظرها الخارجي و التدخل في إسلامها وليس ذلك فحسب ، بل تصلّ احياناً الى طعنها في اسلامها و شرفها.

أما بالنسبه للإسلام والأديان الأُخرى ، فإن الاسلام أمر المسلمين بحسن معاملة أهل الكتاب سواءً نصارى أو يهود ، ماداموا غير محاربين ، فبعض المواقف كفيله بإن تجعل منهم مسلمين موحدين و تدخلهم في دين الاسلام ، بل من الواجب على المسلمين الإيمان بالأديان و بالكتب السماويه "الزبور ، التوراة ، الإنجيل" و بإنها نزلت على انبيائه "داوود ، موسى و عيسى المسيح " عليهم السلام ، بغض النظر عن أيماننا بـ قُدسية النسخ الحاليه منها.

اللهم أعزّنا بالأسلام و أرفع كلمة الحق ، و أجعلنا ممن حسن أسلامهم و دامت عليهم نعمك.

الخميس، 19 يوليو 2012

سلامتك..


سلامتك ..
ياأطهر من الطهر نفسه .. سلامتك

سلامتك ..
ياللي كنوز العالمين .. ماتساوي إبتسامتك

سلامتك..
من كل همّ وكل غمّ 
من كل حزن وكل ألم..

سلامتك ..
ياأدفى حضن ، و أصدق شعور 
ياأجمل وطن ..
من صغر عمري ضمّني..
و لا فـ يوم كلّني أو ملّني ..

ياللي حضنك علّمني معنى الأمان..
ولا عرفت غيره أمان!

سلامتك ..
ياللي التعب غيّب علينا إبتسامتك
و كلّي أمل إنها تعود ..
بتضوّي عليّ بعد ايامي السود..

سلامتك .. 
يا اللي كنوز العالمين .. ماتساوي إبتسامتك!

الأربعاء، 23 مايو 2012

أنا .. والرسايل!


من منّـا لا يحب فنان العرب .. محمد عبده ؟ او لا تستوطن قلبه أحدى أغانيه؟ 
اذا لم تكُن عمومها ؟
محمد عبده قامه عظيمه .. تاريخ فنّي مُمتد من الستينات و حتى الآن .. 
صوت ٌ عظيم .. عذب .. آسر ، أغاني لا يختلف عليها أثنان ، موسوعة مُتكامله وكأنها أصبحت جزءاً من وطنيتنا لهذا البلد ، فَنحنُّ لا ننكر أنّه يعتبر رمزاً من رموز المملكة العربية السعودية وقدّ تغنّى في حُب مملكتنا مايُقارب ال٢٠٠ أُغنية.
أغانيه معروفه من زمن أجدادنا و كانوا يُطربون لها ، و لا زالوا .. 
( الا واشيب عيني - خاصمتني بـ عين - رحت يمّ الطبيب - إبعاد - ردّي سلامـي - عنود الصيد - ولّعتني - لو وفيت  ... وغيرها الكثير والكثير )


إلا إنّي  وبشكل شخصي، أعشق سماع "الرسايل"، في هذه الاغنيه سحرٍ يختلف عن جميع الاغاني الأُخرى ، وذلك لا يعني إن الاغاني الأُخرى أقل جمالاً ..
لكن "الرسايل" .. تأخذك بعيداً .. عالم جميل ومؤلم على حدٍ سواء ..
فصول متنوعه من المعاناه .. حتى صوت محمد عبده يتألم مع كلمات هذه الاغنية الرائعه ، كيف لا ؟ وقدّ صاغها "البدر
وما ادراك ما"البدر، يحتاج الى موضوعاً آخراً لوحده.
نعود الى"الرسايل"


وليله كانت الفرقــا .. 
وقالت لي فمان الله 
و ليله ذكرها يبقى
على قلبي ،، ولا أنساه


عاشر من تعاشر .. فلا بُد من الفُراق ، لا بُد من الوداع ، لان لكُل بدايه نهايه حتماً ، مهما تنوّعت الظروف و أختلفت،
إلا أنّ أبجديات اللقاء و الوداع لا تختلف كثيراً ، و أنّ لم تَتشابه!
قالت له : فمان الله ، وهل لنا غير الله أماناً ؟ 

ليله ذكرها يبقى على جرحي ولا أنساه .. 

بالطبع لن نستطيع النسيان ، و"أن حصل تناسي" .. إلا انّ النسيان هو النعمه الوحيده اللتي لا نستطيع التَحكُم بها ، ولا بوقتها أو كيفيتها!
هو فعلاً نعمه ، ولكنّها قابله للطيّ والسرد و التذَكُّر ..
النسيان نعمه ، مُمكن أن يُهيجّها نسمه هواء عابره ، رائحة عطرٌ ما ، أو حتى كلمات لأغنيه قديمه!

النسيان هو الجَرح الوحيد الذي لا نَستطيع تَضميده ، و أن بَرَىَ - بصعوبه - يُصبح سهل الفتق مراتٍ و مراتٍ كثيره وبسهوله.



و جت تاخذ رسايلها ..
و خصله من جدايلها
و تديني جوباتي
بقايا عمر بسماتي
و قالت لي .. فـمــان الله


هُنا يَكمُن الغزل العفيف ، عند الوداع ، ذهبت له لتأخُذ كُل ماتبقّى منها فيه ، رسائلها ، حروفها و كلماتها و ماجادَ بها قَلمها و ما سَطّرت لَهُ أناملها ، ولَك أن تتخيّل مايوجد في تلك الرسائل - مهما كان المحتوى - إلا أنّه بالتأكيد شيءٌ ثمين!

 و أتَت لتأخُذ خِصله من ظفائرها -وهي شيء من اشياء المرأه الثمينه آنذاك - أتِت لتَنتشل منّه كل مافيه يمُّت لها بـ صله .. أتَتَ لتأخذُ الأشياء المَلموسه فقط! لأنها لا تُدرك أن هُناك أشياء يَصعب أخذُها ،
أشياء تأخذُ عمراً كاملاً لينساها ،
أشياء سوف تستعمر قلبه ، عقله و حتى جوارحه.
قُيود سوف تجَعله أسيرها .. إلى أنّ يصلّ إلى أرذل العُمر.
أفكار .. سوف تحوم حول سمائه لايستطيع الخلاصُ منها ، وإنّ رَغِب ذلك!



في ليله كنّها الليله ، عرفتك بسمتي و فجري
و ليله زي ذي الليله ، و هبتك في الأمل عمري




الليالي و الأيام تتشابه ، فالليلُ هوَّ الليل ، والنهار كذلك ، و حتى التاريخ و الوقت لايُغيّر بهم كثيراً ، بل الأحداث هي التي تجعل للأيام قيمه و معنى و فرحه ، و في أحياناً أُخرى "جروح " يَصعب ضمادها.

في مثل ليلة الِلقاء ، الليله التي عرفها بها ،الليله التي ظنَّ بها أنّ الحظ إبتسم له ، الليله التي شَعَر  بأنها بَسمته و فجره وماتبّقى من عمره ..
و الليله اللتي وَهبها بها حياته ، و هل يوجد للمَرء أغلى من حياته ؟!!!! 

حدثَ الفراق .... 

و يا ليت البسمه ما كانت ولا الاحساس..
وياليت الدنيا خانتني .. و كل الناس
و لا خنتي هواي انتي..
و لا قلتي .. فـمـان الله!! 


أصعب ماعلى الأنسان ، أنّ يتمنّى شيئاً لَم يحدُث ، وكيف لو تمنّى أنّ شيئاً سعيداً لم يحدُث؟
لـ هذا التَصرُف تفسير وحيد ، تفسير صعب  : من شدّه الحرقه والألم والذهول ، تمنّى ان لم يحدُث لقائها! وناقَض مشاعره ، بل نَدم على ذلك!! 

تمنّى الخيانه من جميع الخَلق .. إلا منها هيَّ!
لأنها بالنسبه له " جميعُ الخلق " و الذي لَم يُخلق بعد!!

و لا قلتي : فمان الله

وهي لا تعلم هُنا .. انها دَعته في أمان الله و لا يوجد أمان الا بين يديّ الله سُبحانه!
ولكنها لا تعلم أنها خذت منه الأمان الذي مُمكن أن يعطيه أحداً غيرها في يوم من الأيام.
بل أخذت منّه كُل الأمان في حياتِه كُلها، وصَعبٌ على المَرء أنّ يَعيش بين البَشر بِلا أمان!


لا تردّين الرسايل ، ويش اسوي بالورق؟!
و كل معنى للمحبه ، ذاب فيها و احترق!!




جائت مُحمله برسائله ، لِتَرُدّها إليه ،
وهي لا تعلم أنّ كُل حرف ، كَلفهُ عمراً و دمعاً و جرحاً لـيخُطّه لها .
هي لا تعلم أنّ الحروف ، مثل الأحاسيس ، لا تُرد ، و لاتُستبدل حتى!
هي لاتعلم أنّ الحروف ، ترجمه لأغلَى مانَمتلكه في حَياتنا ، أحَاسيسنا .
هي لا تعلم أنّ الحروف ، و الكلمه الطيبه أغلى مايهديه لنا مخلوق في حياتنا كلها

ماقيمة الرسائل ؟ و قد أحترق بها كُل حرفٍ و سطرٍ و جُمله!
ماقيمة الشيء ، عِندما يختفي منّه كُل شيء؟
و تختفي ملامحه ، لتُستبدل بـ ملامح أكثر شحوباً و بُهتان؟

هي فعلاً ، لا تَعلم!!

لو تركتي لي في ليله .. بسمتك عند الرحيل
دمعة العين الكحيله .. عذرها الواهي دليل

و ليله كانت الفرقا..
و قالت لي فـمان الله!! 





هُنا ، تجتمع كل معاني الـ مَع و الضِد .. 

هُنا تُطلق العنان لـ مُخيلتك ، و ذائقتك و رؤيتك للأغنيه ..

هُنا تكمُن آخر فصول الوجع ، في الحكايه المُمتلئه بالوَجع !

و المعـنى اولاً و اخيراً في "بطن الشاعر" .. 

يقول لها :
لو تركتي لي "بسمتك" عند الرحيل ، هذه الإبتسامه من المُمكن ان تكفيني ،
و تكون أشدّ صدقاً من "دمعتك" الزائفه الواهيه .. 
لأنكِ لستِ أشدّ حُزناً منّي ـ هذا إذا كُنتِ بالفعل حزينه على فِراقي ـ 


أنهى مُعاناته بـ يده .. وهو يعلم جيداً بأنها لم تنتهي بعد!
وهو يعرف شديد المعرفه ، بأن هذا ما هو إلا أول فصول الألم والفقد و الوجع!
و هو يعلم تماماً بأن ما حدث هو بداية النهاية!


وانّ لا شيء بالدُنيا أشدّ ألماً من أن يبدأ الشخص بـ ترتيب فصول قصته ، وأحداثه ، وهو يعلم جيداً بأنها لم .. ولن تنتهي!! 



و ليله .. 
كانت الفرقـا  ..


وقالت لي :
"فمان الله"